يمكنكم الاستماع لبرامجنا الإذاعية من هنا


الخميس، 10 يناير 2019

كلمة بمناسبة مراسم توقيع اتفاقيات الشراكة في إطار احتفالية رأس السنة الأمازيغية 2969

باسم الله الرّحمان الرّحيم

بإعلان السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية عن قراره المتعلق بتكريس الاحتفال بالسنة الأمازيغية يناير كيوم عطلة مدفوعة الأجر اعتبارا من تاريخ 12 يناير/ جانفي 2018، كتبت بذلك صفحة مهمة في تاريخ مرجعيتنا الوطنية والحضارية الثرية والمتنوعة، حيث أمر رئيس الجمهورية بعدم ادخار أيّ جهد لتعميم تعليم واستعمال اللغة الأمازيغية، وفقا لجوهر الدستور.
وبهذا الإنجاز التاريخي لصالح هويّتنا الوطنية بمقوّماتها الثلاثة الإسلامية والعربية والأمازيغية، يكون السيد الرئيس قد ساهم بشكل كبير في تعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين في الوقت الذي تستوقفنا فيه عديد التحدّيات على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
ولا يفوتنا في هذه السّانحة أن نشير، ونحن نجتمع ببلدية رأس الوادي أنّ رجالا عظماء صنعوا تاريخ الجزائر قد مرّوا من هنا، فها هو القائد الأمازيغي الكبير ملك نوميديا يوغرطة Jugurtha (ولد في 160 قبل الميلاد - وتوفي سنة 105 ميلادية بروما) ابن مستنبعل Mastanabal وحفيد ماسينيسا Masinissa كان قد كتب تاريخا كبيرا بمروره وتحصّنه رفقة جحافل جيشه بجبال كيانة (جبال عياض حاليا-في المكان المسمى ثغرة خرزة تيويرة، وهو مرتفع شاهق بين بليمور ورأس الوادي-) بين بلاد تامسكانيThamascani(بليمور حاليا) وبلاد تامالولا Tamallula(رأس الوادي حاليا) في عهد موريتانيا السطايفية، أين ألقي عليه القبض في معركة العناصر(Galbois) سنة 105 ميلادية من قبل القائد الروماني الشهير ماريوسMarius، وتم اقتياده إلى روما، أين اغتيل بطريقة جبانة.
فهذه الأرض تاريخها ناصع بالمقاومة، وبلاد رأس الوادي كانت منطقة عامرة بالسكان والحضارة الأمازيغية، وكثير من الأماكن لا تزال تحتفظ بهويتها الأمازيغية من خلال الطقوس المختلفة كأعمال الفلاحة والرعي، مثل نظام الري (الشميسة)، تبديل المناصب والفراح، طهي العيش أو ما يعرف بالبركوكس في اليوم الأوّل للسّنة (الثاني عشر من يناير)، حيث يذهب الاعتقاد إلى أن المحتفل بهذا اليوم يحظى بسنة سعيدة وناجحة، خاصةً على مستوى المحصول الزراعي.
ولا يفوتنا، أيضا أن نذكر بأننا في قطاع التكوين والتعليم المهنيين نسعى دوما ونعمل جاهدين لأن نكون في مستوى تطلّعات برنامج رئيس الجمهورية الذي لطالما وجّه بضرورة إيلاء العناية والاهتمام اللاّزمين لشعبتي الحرف التقليدية والفن، الثقافة والتراث (وفق ما جاء في المدونة الجديدة للشّعب المهني وتخصصات التكوين المهني2018)، وهذا للمساهمة في حفظ والرقي بموروثنا الثقافي والحضاري الكبير.
وفي الأخير، نتمنّى للجميع سنة سعيدة-أسغاس أمقاس-.

ليست هناك تعليقات:
اكتب comments

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

هل أنت معجب بأعمالنا وخدماتنا؟
احصل على آخر تحديثاتنا !