رسـالـة معالي وزيـر التكوين و التعليم المهنيين السيد نور الدين بدوي، إلى
أسرة التكوين و التعليم المهنيين بمناسبة الانطلاق الرسمي لموسم التكوين 2013-2014.
مقر وزراة التكوين و التعليم المهنيين |
بـسم الله الرحمٰن الرحيم
أسـرة التكوين و التعليم المهنيين،
بناتي المتربصات،
أبنائي المتربصين،
أوّد في البداية أن أرحب بالوافدين الجدد من متربصين
و تلاميذ، الذين يلتحقون لأول مرة بمقاعد التكوين والتعليم المهنيين تحقيقا
لرغبتهم في اكتساب المعارف و المهارات المهنية، حتى يتسنى لهم الاندماج بسهولة في
الحياة الاقتصادية و الاجتماعية للمساهمة في رفع تحديات التنمية الاقتصادية و
الاجتماعية لبلادنا.
كما لا يفوتني أن أرحب ببناتي و أبنائي المتربصين
الذين يواصلون مسارهم التكويني مشجعا إياهم على الاجتهاد و المواظبة أكثر.
أرحب كذلك بالمؤطرين و الأساتذة الساهرين على توصيل
المعارف و تلقين المهارات في المهن والحرف.
أسـرة التكوين و التعليم المهنيين،
بناتي أبنائي،
في الوقت الذي كلفت فيه بهذه المسؤولية على رأس هذا
القطاع الهام، أعبر لكم عن ثقتي الكاملة فيكم من منطلق ما أعرفه عن هذا القطاع و
من الصورة الطيبة التي يعرف بها.
إنني على دراية تامة أن لهذا القطاع قدرات كبيرة، من
شأنها رفع الرهانات و مواكبة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
أريد كذلك بهذه المناسبة، مناسبة انطلاق السنة
التكوينية 2013 - 2014، التأكيد على مواصلة المجهودات المبذولة من طرف من سبقني
على رأس هذا القطاع بغية إتمام البرنامج الذي تم الشروع في تجسيده، و الذي يهدف
إلى إضفاء حركية أكبر من خلال منح الأولوية لمسعى منتظم و متناسق مع مختلف
الفاعلين.
من بين أولويات هذا البرنامج، العمل على جعل التكوين
الأولي أكثر تأقلما مع طموحات الشباب و مع الاحتياجات الاقتصادية، كذلك هو الشأن
بالنسبة للتكوين عن طريق التمهين الذي لا يستدعي إثبات فعاليته وفائدته، إلا أن
تطويره يتطلب إقناع الشركاء الاقتصاديين للمساهمة أكثر في تدعيمه، و كذا التكوين
المتواصل الذي يمثل الدعامة الأساسية للترقية الاجتماعية و المهنية للعمال مدى الحياة.
إن الدولة لا تدّخر أي جهد لدعم كل القطاعات سيما
تجاه جهاز التربية و التعليم بفروعه الثلاثة، الذي رصدت له إمكانيات مادية و بشرية
ضخمة على غرار ما تخصصه الدول المتقدمة و لربما أكثر، و هذا لغاية واحدة و هي
التكفل بالشباب و بالتنمية الاقتصادية.
لهذا، نحن مطالبون برفع التحدي من خلال توسيع
التخصصات و توفير تكوين ذو نوعية.
إذا كان بالأمس القريب، يقتصر الالتحاق بالتكوين على
من لم يسعفهم الحظ في مواصلة مسارهم التعليمي، فهو اليوم خيار يتم التوجه إليه عن
قناعة، سيما بعد إدراج مسار جديد يتمثل في التعليم المهني و تدعيمه بجهاز للتوجيه
نحو التكوين و التعليم المهنيين. في هذا الصدد، و سعيا لتدعيم إقبال
الشباب، بات من الضروري استكمال تحسين هذا الجهاز، بالتعاون مع قطاع التربية
الوطنية.
إنّ كل ما أنجز على مستوى قطاعنا، تم بتظافر مجهودات
الجميع بما فيهم الإدارة، الأساتذة و العمال، وفي هذا السياق، أنتهز هذه الفرصة
لأنوه بالعلاقات الطيبة مع الشريك الاجتماعي و أحث الجميع المواصلة على نفس
المنوال لتفضيل الحوار و التشاور و ذلك خدمة للصالح العام.
أجدد دعوتي لكم لبذل مجهودات أكبر دعما لمكانة هذا
القطاع بناءا للوطن و للارتقاء به لمصاف الدول المتقدمة.
أتمنى لكم دخول موفق، و السلام عليكم و رحمة الله
تعالى و بركاته.
وزير التكوين و التعليم المهنيين
السيد نـور الديـن بــدوي
ليست هناك تعليقات:
اكتب commentsملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.